responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 408
أَفْئِدَتُهُمْ وقلوبهم التي هي محل الأماني والخيالات الفاسدة هَواءٌ خالية عارية لا يخطر ببالهم شيء مطلقا وان كانت لا تخلو عن الانخطار والخيال أصلا
وَمتى سمعت يا أكمل الرسل اهوال يوم القيمة واحوال الأنام فيه أَنْذِرِ النَّاسَ الناسين عهود الحق ومواثيقه التي قد عهدوا معه سبحانه في بدء فطرتهم وقل لهم اى شيء يفعلون يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ المعهود في اليوم الموعود وحينئذ قد انقطعت سلسلة اسباب النجاة وتدبيرات الخلاص ولا يسع لهم التدارك والتلافي أصلا فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أنفسهم بتكذيب الله وتكذيب رسله حين رأوا العذاب مناجين متضرعين متمنين رَبَّنا أَخِّرْنا وأعدنا وارجعنا الى الدنيا وأمهلنا فيها إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ وايام قلائل نُجِبْ دَعْوَتَكَ فيها ونقبلها عن السنة رسلك وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ونصدقهم بعموم ما جاءوا به من عندك فيقال لهم حينئذ على سبيل التهكم والتقريع أَوَلَمْ تَكُونُوا ايها الظالمون المسرفون أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ في دار الدنيا بطرين مغرورين ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ اى مالنا وبال ولا لأموالنا زوال ومالنا عن اماكننا وأوطاننا انتقال وارتحال
وَمع قولكم هذا ويمينكم عليه قد سَكَنْتُمْ وتمكنتم حينئذ ايها المسرفون المفرطون فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ قبلكم أمثالكم مثل عاد وثمود وَهم ايضا مقسمين بما أقسمتم كذلك وهلم جرا وقد تَبَيَّنَ لَكُمْ وظهر عندكم ولاح دونكم كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وكيف انتقمنا عنهم واستأصلناهم وَكيف لا قد صار امر إهلاكهم من الفظاعة الى ان قد ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ بالسنة انبيائنا ورسلنا مرارا وصرفناها تكرارا لتعتبروا أنتم عما جرى عليهم وتتركوا فعالكم وخصالكم لئلا تنتقموا أمثالهم ومع ذلك لم تعتبروا ولم تتركوا فالآن تؤاخذون وتصابون باشد مما أصيبوا وأخذوا
وَلا يفيدكم اليوم المكر والحيلة كما لا يفيد لهم مكرهم حين أخذهم إذ قَدْ مَكَرُوا حينئذ مَكْرَهُمْ الذي قد خيلوه دلائل قاطعة وظنوه براهين ساطعة وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ ولم يفهموا ان عند الله سبحانه ما يزيل مكرهم وحيلهم وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ في المتانة والقوة لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ إذ لا يعارض فعله ولا ينازع حكمه بل له الغلبة والاستيلاء والتعزز والكبرياء وإذا كان الأمر كذلك
فَلا تَحْسَبَنَّ يا أكمل الرسل اللَّهَ القادر المقتدر على كل ما أراد وشاء مُخْلِفَ وَعْدِهِ الذي قد وعد به رُسُلَهُ من إهلاك عدوهم وتعذيبهم باشد العذاب إِنَّ اللَّهَ المتردي برداء العظمة والكبرياء عَزِيزٌ غالب قادر على عموم مراداته ومقدوراته ذُو انتِقامٍ شديد على من أراد انتقامه وبطشه من أعدائه نصرة على أوليائه قل لهم يا أكمل الرسل لا تغتروا بامهال الله إياكم ايها المسرفون المفرطون في دنياكم ان لا يهلككم الله ولا ينتقم عنكم
اذكر يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ وتغير تغييرا كليا بان قد دكت الجبال دكا دكا وصارت مسواة لا عوج فيها ولا امتا بل وقد صارت الأرض غَيْرَ الْأَرْضِ التي قد كانت قبل هذا وَايضا قد طويت السَّماواتُ المحسوسة وانتثرت الكواكب المركوزة عنها وكورت الشمس والقمر بحيث قد صارت السموات ايضا غير تلك السموات وبالجملة قد تضعضعت اركان العالم وتغيرت أوضاعها وأشكالها واضمحلت آثارها وتلاشت اجزاؤها وتداخلت ارجاؤها وانحاؤها وانحل نظامها وانفضح انتظامها وَبَرَزُوا ظهروا وخرجوا اى أموات بقعة الإمكان عن أجداث اجسادهم بعد نزع تعيناتهم وجلباب هوياتهم لِلَّهِ المظهر لهم الظاهر فيهم الْواحِدِ الأحد في ذاته وفي عموم أوصافه وأسمائه وأفعاله وجميع شئونه وتجلياته المستقل

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 408
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست